احبها

نعم احبها وكيف لي ان اكرهها ونسائمها تجري في شراييني .....و ترابها رفات اجدادي ..... و شمسها تهديني اشعة الامل في غدا افضل... هي ليست بلدي بل روحي التي بدات اشعر انها تسلب مني ...نعم تصرخ واصرخ معها ولكن ماذا افعل وانا اراها تتلاشى امام عيني لا استطيع التشبث بها ...ماذا افعل وانا علي يقين بانني ساتلاشى معها اذا ما استطعت انقاذها. هل ساقف هكذا مكتوفة الايدي الي ان تذوب في ظلام النفوس المتوحشة الشرهة للدماء ... كثيرا ما يقال لي ماذا اعطتك كي تحبيها هكذا..؟ ولكني اعرف جيدا قيمة ما اعطته لي ...نعم ..اعطتني "وطن". أليس هذا كافيا فكم من أناس تتقاتل من اجل الحصول علي وطن وابلغ مثال علي ذالك "اليهود " فقد قضوا عمرهم بحثا عن وطن . ولكن ما المشكلة المشكلة صنعناها بايدينا " السر في الساكن وليس المسكن " ....بايدينا القينا القمامة في شوارعها وبايدينا شوهنا تراثها .. وبايدينا ايضا سمحنا للصوص والمرتشين ان يسعوا في ربوعها بل واعناهم على التمادي في جرائمهم وتحججنا بكلمة " وانا مالي " والنتيجة ..تناسينا ما فعلناه بها وكانها هي التي فعلت بنا .... لقد سمحت لنا بالعيش علي ارضها وتنفس هوائها كي نعتني بها لا كي نحطم جمالها ونسعي في خرابها واخيرا نجلس علي اطلالها نبكي علي حالنا. يجب اولا ان نتعلم كيف نحبها كي نجعلها تحبنا.